(سنذهب لأداء المناسك ونشكر الله على هبته لنا بابنتنا "مناسك")في العاصمة كان يقنط في الحي جاران متلازمان حتى يكاد مأكلهما ومشربهما معا بشكل شبه يومي.رقية لأبيها قالت : يا أبي الليلة ستأخذني إلى "مناسك" لكي ألعب معها .أجابها أباها : بمشيئة الله يا ابنتي العزيزة ولكن لا تزعجيهم بشقاوتكِ.جاء أبو رقية إلى منزل "مناسك" ووجد أباها يلعب ويلهو مع ابنته والسعادة تكاد تغمره إلى قمة رأسه وقال لأبو رقية "أهلا وسهلا تفضلوا البيت بيتكم ولابد منكم عندما تمروا أمام البيت أن تدخلوا البيت دون أن أقول لكم ".استمرت الزيارات إلى زيارات شبه يومية وإلى أن أصبحت "مناسك" و "رقية" جسدين متحدتين الروح.لمناسك من الأخوة الكثير ولها محبة تأسر القلوب لهم جميعا ولكل من دخل البيت ونظر بوجهها النور وإستنار به.مناسك : أبي أبي أبي سأذهب معك.؟أبوها : لا ياحبيبتي أنا ذاهب إلى العمل لا أستطيع أن أحملك معي ولكن أعدك بأن أجلب لك ما يسر خاطرك.مناسك : أخي أخي أخي سأذهب معك.؟أخاها : حسنا حسنا حسنا ولكن بشرط لاتزعجيني أثناء القيادة.استقل أخاها المركبة وترجلت معه مناسك وذهبا إلى السوق ... اشترى أخاها مستلزمات البيت وسأل ماذا تريدين ياعزيزتي مناسك : أريد أن أشتري رباط العنق.تعجب أخاها من الذي تريده !!!!الأخ مستغرباً منها وقال لها :عزيزتي لماذا تريدي رباط العنق ...؟مناسبك بصوت بريئ : أريده لقطتي.أخاها : أي قطة ياعزيزتي الصغيرة ...؟مناسك : القطة التي تأتي بيتنا كل يوم ، لقد أصبحت صديقتنا أنا ورقية.إختارت مناسك رباط العنق ذات الشريط الوردي وبه حلقة لقلادة دائرية الشكل.رجعا من السوق ووصلا إلى المنزل فهرولت مناسك إلى أمها وقالت بفرح :أمي أمي أمي إنظري إلى هذا الرباط الرائع لقطتي ستفرح رقية بذلك.وبشغف كبير كانت تنتظر قطتها بفارغ الصبر والتي غالبا تأتي عند وقت وجبة الغداء ... وأخيراً جاءت القطة نقية البياض وموشحه بالاخضرار عند أسفل الرقبة.تعالي تعالي يا قطتي الجميلة عندي لك مفاجأة لقد أحضرت لك هدية لاتقدر بثمن سوف تحافظ على صداقتنا أنا وأنتي ورقية ... إنظري إلى هذه _ أشارت إلى ربطة العنق_ وتقدمت القطة إليها وألبستها ربطة العنق .. لا تذهبي يا قطتي سأجلب لك السمك.حضر أباها وهي تطعم القطة بالسمك اللذيذ وسره المشهد وقال لكل أبنائه : لابد من الجميع إطعام هذه القطة لأنها أصبحت صديقتنا ولن أسمح لأحد بإزعاجها أو حتى من يقوم باستنفارها.صرخت مناسك بأعلى صوتها وتعجب الجميع منها وقالوا : ماذا حل بكِ ...!؟قالت لهم : متى ستأتي رقية ...؟ردوا عليها وهم يخرجون الزفير : لا نعلم.بصوت عاااالي تصرخ وفي صرخاتها دموع الشوق الجامح لصديقتها رقية لتعلمها بالمفاجأة وتنادي إمها :أاااااااااااماه متى ستأتي رقية ....؟جاوبتها إمها بكل هدوء وسكينة :ستأتي غداً بإذن الله.وبامتعاض شديد قالت لأمها :هاتفي أمها الآن لكي تأتي الآن وليس غداً.أمها : حبيبتي الآن ليس بمقدوري أن أهاتفها ولكن أعدكِ أن أهاتفها الليلة لكي تأتي بها غداً.أمها كفكفت دموع صغيرتها وأعدت لها وجبة الغداء وتناولته بكل شراهة بعد أن أطمأنت بأن رقية ستأتي غداً.جاء الغد المنتظر ، وقامت مناسك من الصباح الباكر ترتقب مجيئ صديقتها رقية ، أعدت أمها وجبة الأفطار لها وتناولته بأكمله لأنها فرحة بمقدم صديقتها رقية.صوت الجرس يرن ، هرولت مناسك بفتح الباب "جاءت من سيسعد قلبها" إنها رقية قد وصلت يا أمي وأخذت رقية بالأحضان ومن حسن الحظ أنها لم تقم بتوبيخها أمام أمها بسبب تأخرهما، أم مناسك من بعيد ردت قائلة : ادخليهم ياعزيزتي لقد جاءت التي كنت تنتظريها بفارغ الصبر.ذهبت مناسك ورقية لتلعبان في الحديقة التي بجوار البيت حيث هناك الخروف الذي يقومون بتربيته لذبحه فالعيد وبالحديقة أشجار طويلة الظلال.وقبل دخول دخولهما الحديقة أحضرت مناسك عصبه ناعمة لتغلق عينا رقية وقالت لها : "أريد أن أضع العصبة فوق عينك ، لقد أعددت لك مفاجأة"وقالت رقية والدهشة المتقعة في فوجهها : ما هي يا مناسك ...؟؟؟قالت لها : أصمتي قليلا سترين بعد قليل.واقتادتها من يدها وهي معصوبة العينين إلى وسط الحديقة حيث مكان تواجد القطة ؛ عندئذ أزاحت من عينياه العصبة.رقية مندهشة من المنظر الذي أدخل السرور في قلبها مباشرة ، فقامت مسرعة بإمضاء قبلة على جبين صديقتها مناسك من المفاجأة التي أعدتها لها صديقتها فقالت لمناسك :شكراً جزيلاً يا صديقتي الرائعة لن أنساها ماحييت وتعالي نقعد عند تلك الشجرة الكبيرة لتخبريني عن كيف خطرت ببالكِ الفكرة ومتى أعددتها.مر اليوم سعيداً كسائر الأيام عند الجسدين بالروح الواحدة مناسك ورقية .. وفي نهاية اليوم تواعدتا بأن تهدي كلا منهما الأخرى هدية في يوم الخميس المقبل.مضى الأسبوع وأتى يوم الخميس قال أبو رقية سنذهب الليلة إلى حفل زواج لأقاربنا ، رقية تقول لأباها :
سأذهب معك لكن بشرط عندما ننتهي من الحفلة سنذهب إلى بيت مناسك لأني قطعت وعداً بأن إهُديها هدية ..؟؟؟قال لها أباها : لا ضير في ذلك سنذهب إن عدنا مبكراً.أبو مناسك سنذهب اليوم إلى مسقط رأسنا وسنرفه عن أنفسنا قليلا هناك.وصلوا أبا مناسك إلى مسقط رأسه حيث قام بشراء عدة الطعام لإعداد وجبة الغداء في تلك الاستراحة الجميلة التي يمتلكها عند مشارف التلة وبها بستان جميل يسلب الأذهان من نظر إليها أو من سمعها عند النطق بها.تعالي يا مناسك حبيبتي لا تذهبي بعيداً لكي لاتقعي من أعلى التلة.مناسك لأبيها تقول : أبي أنا أحب هذا البستان وأحب أن ألهو بجواره وأحب أن أقوم بطرح الماء لكل الأشجار أثناء جريانه في البستان.الأم تعد وجبة الغداء لعائلتها وحينما إنتهت من إعداد الطعام نادتهم تعالوا : الغداء جاهز.وأثناء تناول الغداء قالت مناسك لأمها : ياليت لو أتت رقية معنا لتستمتع معنا إنه يوم جميل في هذا البستان حيث الهواء عليل وجيد لنلعب أنا وهي.فتبسمت إمها ضاحكة من قولها وقال :تريديها معنا لتستمتع أم تريديها لتلعب معك !!! .. فضحك الجميع على قولها.بعد إنتهاء الجميع من تناول وجبة الغذاء أخذ الجميع قسطاً من الراحة إلا مناسك تتلعثم وكأنها تحادث صديقتها رقية يكاد الجميع لا يستطيع النوم من تلعثمها.بعد الظهيرة قام الجميع وقال أخو مناسك لأبيه سأذهب للبقالة لأجلب بعض الحلويات وسأخذ معي مناسك.أدار الأخ محرك المركبة وترجلت معه في المركبة أخته مناسك وذهب إلى البقالة التي بجوار الاستراحة وتبعد مايقارب البضع كيلومترات.جاء إتصال من صديق لأبو مناسك وقال له : إخرج معي سألتقيك عند بوابة الاستراحة.تفاجئ أبو مناسك من إتصال صديقه ولما قابله عند البوابه سأله :أين أبناءك ..؟بدأ خفقان قلب أبو مناسك بشكل متسارع وقال له :لقد ذهبوا إلى البقاله لجلب بعض الحلويات.صمت صديق أبو مناسك إلى أن وصل إلى الواقعة ووجد الأب مركبته ملطخه بالدماء وجهاز الأسعاف بجوارها تصدر التحذيرات الذي يزيد من تأجيج الواقعة"إنهار الجبل الصلد.أكاد لا أستطيع النظر.أكاد لا أستطيع السمع.
أكاد لا أرى الألوان.
أكاد لا أستطيع الحركه.أكاد لا أستطيع الشم.شلت كل جوارحي وخارت كل القوى فقط أشعُر بسرعة خفقان القلب بمرافقة الشهيق والزفير أمام هذه الواقعة.سيقت مناسك إلى أقرب مشفى قريب وسيق أخاها إلى مشفى المنطقة المجاورة وفي منتصف الطريق تلت في السماء أرواح :"أمي وداعاً إن شاء الله ملتقانا الجنة وأرجوكم لاتخبروا رقية بأني سأرقد هناك"حيث أن أمها لاتزال لاتعرف أين ذهبت مناسك وأخاها ، وجاء أخ أم مناسك وأخذها إلى البيت وأستقبلت إبنيها بالثوب الأبيض.وعندما إنتهى الزفاف السعيد تقلى أبو رقية بخبر زفاف الرحيل ورقية لاتدري ما الذي حدث وقالت لأباها "الآن الآن أريد أن أذهب إلى بيت مناسك لأخبرها بالزفاف السعيد"قال لها وهو كظيم : "مناسك أصبحت طيراً من طيور الجنة وستلتقيها إن شاء الله هناك"
نـــــــاثـــر الــــــــورد
11/05/2013
(((... لا تـخـبـروا رقـيـة بـأنـي سـأرقـد هـنـاك ...)))
20/10/2012
(((... الــســـمــاء تُــمــطــر عــســلاً ...)))
صيف 2003 تم الإقرار بأنه يعاني
من فشل كلوي حاد ولابد من مزاولة الغسيل على الدوام مرتين في الأسبوع يمر الدم عبر
الجهاز لتنقيته ومن ثم يخرج ليعود إلى الجسم ولكم أن تتخيلوا هذا العذاب الجسدي
والنفسي معاً .. "ألا بحمدلله تشكرون"
شاب طموح لم يكتفي
بالإنصياع لهذه المنغصات رغم سوء الحالة المعيشية فقرر أن يكتسب قوت يومه بعرقه
الأليم فعمل في إحدى المحلات الكبيرة ومسبقاً مرتبط بإحدى الجمعيات والتي لازالت
على عاتقه وأمن دفع قسطه الشهري من عمله ... "ألا بحمدلله تشكرون"
مرت الأيام والشهور ولسان حاله يقول : "من بعمري أصبح لديه
من زينة الدنيا ماكان ومايكون" ولابد لي أن أبحث عن من ستشاركني الحياة وهنا
حدثت ما هو أمر من العلقم وأقسى من صلابة الصخر ... "من هي التي سترضي بي وأنا
أعاني ما أعاني من شبح البؤس والجسد المثقل بالألآم ؟؟؟!!!...
لانريدك أنت فقير ...!!!
لا نريدك أنت
مريض ...!!!
لا نريدك أنت سقيم ...!!!
لا نريدك أنت لا تملك القصور ...!!!
لا نريدك أنت لا تملك مزرعة ...!!!
لا نريدك أنت لا تملك رصيداً في مصارف الأثرياء ...!!!
لا نريدك
أنت نذير شؤم لا نريدك أنت عارعلينا ...!!!
لا نريدك أنت لا تملك قوت يومك ...!!!
لا نريدك أنت
لاتملك حسن التدبير ...!!!
لانريدك أنت ستسرق الأكسجين التي نتنفسه !!!...
لانريدك أنت ستسرق الأكسجين التي نتنفسه !!!...
"الطييبين
للطيبات" نقطة إنتهى .
ألوووو : "لقد ضقت ذرعاً من هم
يتباهون بأنهم يملكون الجاه" أجبته : "شكر
الله سعيكم" .
ماذا بعد "سيزاحمنا إستنشاق الهواء الذي نستنشقه "
من هنا وهناك جمع مالاً لايسعفه لتذكرة سفر بعد أن قرر السفر إلى خارج البلد لزراعة كلى جديدة بعد أن بحث في البلد فلم يجد التطابق مع كليته لمن أراد أن يتبرع له ... وفي آخر اللحظات تلقيت إتصال منه يبشرني :
"أنا سأسافر لقد
حصلت شيك من الخير فاعل"
قُدت المركبة وفي منتصف
الطريق فجأة لم أستطع الرؤية من النافذة الأمامية للقمرة الرئيسية رأيت سرب النحل
قد إختارني بطرح العسل في النافذة فأصبحت لزجة لم أصدق ماحدث ركنت المركبة على
جانب الطريق وقمت بلعق النافذة فعلاً إنه عسلاً حلواً مذاقه "أمطرت السماء عسلاً" دعوا أموالكم لكم فعندي رب سيرضين "ألا بفضل الله تشكرون "
05/09/2012
(((... مـــــــعـــــانـــــقـــة الأرواح ...))) هدية للجميع أجرها إن شاء الله كالصدقة الجارية
ياويلكم أيها الصبية
لقد ألحقتم الضرر بكرم العنب انتظروني سترون ماذا أفعل ـ لم يرى الجميع إلا غبار جرينا
ـ ركضت بكل ما أوتيت من قوة وأغلقت على نفسي الباب واختبأت داخل الغرفة ومن خلال خرم
الباب أراقب هل سيأتي أم تناسى أمر كرم العنب.
منذ الصباح الباكر
ومعي أخواني وأبناء عمي نسابق الغسق ... من الذي سيجمع كمية كبيرة من الليمون ويملأها
في الأكياس الخضراء المخصصة لجمع الليمون ، وسيحظى بالمال الكثير ... وحسب ما تمنحنا
الأشجار من الثمار بحسب ما نجني الأموال ولو كانت قليلة لكن في ذلك الزمن نراها فرحة
كبيرة بكسبنا القليل فشكراً لروحك.
قال لي : اذهب
وائتني بأصابع البنات.
ذهبت وجلبت الأصابع
وقام الضيوف بشكري ؛ لأني أكرمتهم بأصابع البنات اللذيذة.
(أصابع البنات
: نوع من أنواع النخيل ، ولثمرتها مذاق لذيذ جداً وبداية جنيها يتم في بداية تباشير
الصيف ، والأرجح في تسميتها بهذا الاسم لشبه ثمرتها بأصابع البنات)
والحمد لله إلى
الآن النخلة لا تزال تدر بأجود الأصابع فشكراً لزارعها.
الأرض تموت بموت
صاحبها ، وكل حي يحزن لفقده حتى لو كان الحي نبات أو حيوان كذلك قالت الأرواح.
قال تعالى : " كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو
الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)" صدق الله العظيم.سورة الواقعة.
صوت القارئ المغفور
له ـ بإذن الله ـ عبدالله الخياط
ضغطت على زر الأسهم
التي تشير إلى الرجوع للقراءة في مذياع جدي العزيز.بإعادة سماعي لقراءة الشيخ عبدالله
الخياط أعانق روحك الطاهرة...
ولمن أراد معانقة
الأرواح ما عليه إلا أن يرسل لي رسالة طلب إلكترونية على إيميلي الخاص يكتب فيها
اسمه ، وسأبعث له ختمة القرآن الكريم كاملة بصوت القارئ المغفور له بإذن الله : عبدالله
الخياط.
مرسلة بواسطة
ناثــــر الــــورد
في
11:54:00 م
(((... مـــــــعـــــانـــــقـــة الأرواح ...))) هدية للجميع أجرها إن شاء الله كالصدقة الجارية
2012-09-05T23:54:00+04:00
ناثــــر الــــورد
Comments
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركةالمشاركة على Xالمشاركة في Facebookالمشاركة على Pinterest
13/08/2012
(((... مــــبــعـــوث الــســمــاوات ...)))
في أربعاء الأسبوع الأول من رمضان الكريم جاءني اتصال من ابن العمة
التي تقطن في إحدى المناطق الجبلية :
"أريدك أن تأتيني وتقلني في المركبة بعد صلاة التراويح .."
-فبادرته قائلا: "إن شاء الله سآتيك الساعة لا تقلق".
بعد أن فرغنا من صلاة التراويح توجهتُ مباشرة إلى المركبة ومن بعيد نفثت الإشارات اللاسلكية بجهاز التحكم عن بعد (الريموت كنترول) إلى كل الأبواب فتلقت مستقبلة النفثات فانزلق مزلاج الأبواب وقبضت المقبض فانبجس الباب وعلى إثره دخلت فالقمرة الرئيسة ومن بعدها نقرت المحرك بالمفتاح المخصص لذلك ورميت في صندوق القمرة الرئيسة الهاتف ، وبعد سبع دقائق تقريبا قمت بالسير ببطء مرددا :"باسم الله عليه توكلت" وبدأت أمشي بالمركبة رويدا رويدا وعند نهاية منعطف سكنانا ... وأنا أكاد لا أرى شيئا ؛ من حلكة الظلام الدامس لمحت بطرف عيني شيئا ملقى على الرصيف بعد الخط الأصفر فتسارعت دقات قلبي ... وبدأ عقلي يحيك الأسئلة وينسج الظنون متحيرا ... يا ترى ما ذاك الشيء الملقى ...!!!!!
فما كان مني إلا أن قمت بالضغط على الفرامل بقوة مفرطة ، ووضعت عصى ناقل الحركة في الاتجاه الخلفي وضغطت على مدفعة السرعة التي بها أنبوب التحكم بسائل البنزين ، فوصلت إلى مكان الشيء الملقى على الخط الأصفر ...!!!
في تلك الأثناء بدأت أشعر بنبضاتي الصاخبة كأنها تترامى وسط بحر لج تتقاذفه الأمواج و تلعب به الرياح ... بدأ يزداد قلقي في جوفي وتفقت نبضاتي تقرع طبول الخوف وترتفع كلما اقتربت من المكان وها هو الأدرنالين يسجل أعلى مستويات ارتفاعه لدي خلال هذا العام وأصبحت خطواتي متثاقلة و قدمي لا تسعفني على الاستمرار فكدت أصاب بالإغماء من هول الموقف وعيني عميت أن ترى شيئا من محجرها ...!!!
وبالسرعة القصوى تراجعت وذهبت إلى أهلي عند نقطة التقاءهم ، وهم يقومون باحتساء القهوة ويستمتعون بأكل الفواكه اللذيذة ويجتاحون ما لذ وطاب من الوجبات التي نراها في الشهر الفضيل وهم يتسامرون بالأحاديث.
وصلت عندهم وأنا لا أكاد أن ألتقط أنفاسي وكأني عائد من معركة أجر أذيال الهزيمة من جراءها وقلت لهم :
"هيا .. هيا .. هيا بسرعة تعالوا معي اركبوا المركبة ...؟".
-وهم في صورة الاستغراب الشديد مني- ماذا دهاك ؟؟ وماذا حدث تبدو كأنك تناولت حبوب الهلوسة ...؟؟؟
قلت لهم -وأنا في وضع لا أحسد عليه- :
"رأيت شيئا ملقى عند الخط الأصفر أتوسل إليكم تعالوا معي ...!!!"
وكلهم امتطوا المركبة بسرعة .. فأمسكت المقود وكأني لأول مرة أقود المركبة من هول الموقف ... الذي أشاهده لأول مرة في حياتي.
وصلنا إلى المكان المقصود
وسبحان الله لم يسلك أحد ذلك الطريق إلى أن وصلنا.
تعالت الأصوات وكلهم بهتوا من الموقف ...!!!
"أريدك أن تأتيني وتقلني في المركبة بعد صلاة التراويح .."
-فبادرته قائلا: "إن شاء الله سآتيك الساعة لا تقلق".
بعد أن فرغنا من صلاة التراويح توجهتُ مباشرة إلى المركبة ومن بعيد نفثت الإشارات اللاسلكية بجهاز التحكم عن بعد (الريموت كنترول) إلى كل الأبواب فتلقت مستقبلة النفثات فانزلق مزلاج الأبواب وقبضت المقبض فانبجس الباب وعلى إثره دخلت فالقمرة الرئيسة ومن بعدها نقرت المحرك بالمفتاح المخصص لذلك ورميت في صندوق القمرة الرئيسة الهاتف ، وبعد سبع دقائق تقريبا قمت بالسير ببطء مرددا :"باسم الله عليه توكلت" وبدأت أمشي بالمركبة رويدا رويدا وعند نهاية منعطف سكنانا ... وأنا أكاد لا أرى شيئا ؛ من حلكة الظلام الدامس لمحت بطرف عيني شيئا ملقى على الرصيف بعد الخط الأصفر فتسارعت دقات قلبي ... وبدأ عقلي يحيك الأسئلة وينسج الظنون متحيرا ... يا ترى ما ذاك الشيء الملقى ...!!!!!
فما كان مني إلا أن قمت بالضغط على الفرامل بقوة مفرطة ، ووضعت عصى ناقل الحركة في الاتجاه الخلفي وضغطت على مدفعة السرعة التي بها أنبوب التحكم بسائل البنزين ، فوصلت إلى مكان الشيء الملقى على الخط الأصفر ...!!!
في تلك الأثناء بدأت أشعر بنبضاتي الصاخبة كأنها تترامى وسط بحر لج تتقاذفه الأمواج و تلعب به الرياح ... بدأ يزداد قلقي في جوفي وتفقت نبضاتي تقرع طبول الخوف وترتفع كلما اقتربت من المكان وها هو الأدرنالين يسجل أعلى مستويات ارتفاعه لدي خلال هذا العام وأصبحت خطواتي متثاقلة و قدمي لا تسعفني على الاستمرار فكدت أصاب بالإغماء من هول الموقف وعيني عميت أن ترى شيئا من محجرها ...!!!
وبالسرعة القصوى تراجعت وذهبت إلى أهلي عند نقطة التقاءهم ، وهم يقومون باحتساء القهوة ويستمتعون بأكل الفواكه اللذيذة ويجتاحون ما لذ وطاب من الوجبات التي نراها في الشهر الفضيل وهم يتسامرون بالأحاديث.
وصلت عندهم وأنا لا أكاد أن ألتقط أنفاسي وكأني عائد من معركة أجر أذيال الهزيمة من جراءها وقلت لهم :
"هيا .. هيا .. هيا بسرعة تعالوا معي اركبوا المركبة ...؟".
-وهم في صورة الاستغراب الشديد مني- ماذا دهاك ؟؟ وماذا حدث تبدو كأنك تناولت حبوب الهلوسة ...؟؟؟
قلت لهم -وأنا في وضع لا أحسد عليه- :
"رأيت شيئا ملقى عند الخط الأصفر أتوسل إليكم تعالوا معي ...!!!"
وكلهم امتطوا المركبة بسرعة .. فأمسكت المقود وكأني لأول مرة أقود المركبة من هول الموقف ... الذي أشاهده لأول مرة في حياتي.
وصلنا إلى المكان المقصود
وسبحان الله لم يسلك أحد ذلك الطريق إلى أن وصلنا.
تعالت الأصوات وكلهم بهتوا من الموقف ...!!!
وضع من الجهة القادمة شخص ؛ ليستجوب المارة ، وأيضا في الجهة الذاهبة شخص ؛ ليستجوب المارة السالكين للطريق واحتشد الناس من كل حدب وصوب ، ثم تمت إحاطة الملقى بالخط الأصفر لمنع الاقتراب منه ...!!!
وأنا في حالة من الذعر قمت بوضع المركبة بعيدا عن موقع الاحتشاد -قرب منعطف سكنانا-.
وذهبت إلى الشخص الذي يقوم بالاستجواب وكان الشخص المستجوب يرتجف ويرتعد كالسمكة التي أخرجت إلى التو من البحر و بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة مودعة وكان المستجوب يوجه نظراته البائسة إلى الشيء الملقى.
قام عمي بالاقتراب من الملقى واستنكف قائلا : ياهذا ... ياهذا ... ياهذا ... قم ألا تسمع ..؟؟
ولم يتلقى أيتها استجابة فباشر بالاتصال بالطوارئ ... وبعد مضي فترة من الزمن أسعفنا جهاز الإسعاف المتنقل وتلقينا الخبر :
"الشيء الذي قد تم نقله من عند الخط الأصفر إلى المشفى جثة قد فارقت الحياة منذ أكثر من نصف ساعة تقريبا".
الجثة لشاب ثلاثيني من العمر خرج من بيته لممارسة الرياضة وافته المنية عند لحظة خروجي وعندما رأيته –ومثلما يعلم الجميع أن في الليل لا يستطيع المرء أن يتحرى ما يشاهده أمامه- فقط رأيت حذاءه الرياضي فوق الخط الأصفر من الشارع وباقي جسمه ممدود خارج الشارع وكان يرتدي زيا رياضيا يميل لونه إلى القتامة...
اللهم أرحمه وغمد روحه الجنة.
اللهم لا أسألك رد القضاء بل أسألك اللطف فيه.
اللهم إني أعوذ بك من شر الحوادث ومن موت الفجأة.
اللهم اختم بالصالحات أعمالي.
اللهم ارحمني فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض.
اللهم إني أسألك حسن الخاتمة.
مرسلة بواسطة
ناثــــر الــــورد
في
3:54:00 ص
(((... مــــبــعـــوث الــســمــاوات ...)))
2012-08-13T03:54:00+04:00
ناثــــر الــــورد
Comments
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركةالمشاركة على Xالمشاركة في Facebookالمشاركة على Pinterest
12/07/2012
(((... إنـشـقـاقـات فـي إسـطـوانـات الـغـاز ...)))
لقد حان وقت الاستمتاع بالمشروب اللذيذ المسجل لإحدى المذاقات
العالمية لذة وارتشافه رشفة رشفة ، سأعد هذا المشروب الآن ... وضعت الإبريق فوق
الموقد وبمقدار ملعقتين نثرت حبات الشاي اللذيذ وبعض قطع السكر الصغيرة ، وفتحت علبة
الهيل التي برائحتها العطرية تقذفني إلى مكان حصاده ،و وضعت القليل منها في
القارورة ذات أنف الفيل ، وجئت أشعل نار الموقد بالقداحة فتفاجأت بأنه لايوجد غاز ...!!!
تبعت الأنبوب الذي يصل الموقد بالأسطوانة ولم أجد به أي ثقب ...!!!
فتوجهت إلى مكان وضع الأسطوانة ، فما لبثت
إلا أن وجدت الباب المصفد بالسلاسل والمختوم بقفل متين صلب قد كسر ... والذي أذهلني
بأن الأسطوانة المتصلة بالأنبوب موجودة ، ولكن الاسطوانة الاحتياطية هي التي أخذت
وبسببها كسر الباب قسرا ...!!!
لن أرضخ
لهذا الظرف الطارئ ؛ لأنني لست مستعدا أن أترك موعد ارتشاف الشاي يذهب سدى ..!!!
توجهت إلى بيت أحد الجيران وبيدي الإبريق وكل العدة اللازمة لإعداد
الشاي
.
طرقت الباب... المجيب : من عند الباب ...؟
ــ أنا ابن جاركم الذي بجواركم ، هل باستطاعتكم إسداء خدمة لي ...؟
ــ نعم تفضل خيرا إن شاء الله ...!!!
ــ لقد فرغت اسطوانة الغاز وأريد أن أعد الشاي وأعتذر عن الإزعاج
المفاجئ ...؟
ــ تفضل البيت بيتكم. ــ شكرا جزيلا هذا من جود إحسانكم. دخلت المطبخ ومن شدة السعادة كدت أطير فرحا ؛لأنني سأحضى بمشروبي الذي
كم حلمت بارتشافه ، وضعت الإبريق وجئت أشعل الموقد بالولاعة فأوقفني الذهول في
مكاني و عينايا شاخصتان من هول الصدمة عندما أدركت أن الموقد لا يشتعل ...!!!
فصرخت :" ياجار ياجار لايوجد غاز...!!!" ما الذي حصل ويحصل ...!!!
فما كان
منا إلا أن تبعنا الأنبوب إلى آخره فلم نجد اسطوانة الغاز ...!!!
نكصت على عقباي فخرجت من بيت الجار وأمام بيتنا وجدت الجميع اجتمع
وطلبوا مني العون وعندها اتصلت بالشرطة وأعلمتهم بأنه يوجد (((... إنـشـقـاقـات فـي إسـطـوانـات الـغـاز ...)))
...!!!
01/07/2012
(((... قـــــلـــوب قــــادمــة مــن جــهّــنـم ...)))
جُلب الكافور والطيب
وتم تكفين الجثة ..!!
وسيق عنوة بطفلتيه
اللتين لا تكادان تفقهان ما الذي يحدث ؛ لرؤية أباهن قبل أن يواريه الثرى ....وأقيم
حفل الزفاف الأخير ..!!
حديث الطفلتين
أثناء إلقاء النظرة الأخيرة :
أبي لماذا لا تجيب
نحن ابنتاك الحبيبتان إلى قلبك لماذا أنت نائم في هذا الصندوق ..؟
أترك لنا مجالاً
كي ننام معك في هذا الصندوق ..؟
أبي متى سنذهب
إلى السوق ..؟
ومن سيجلب لنا
الحلويات ..؟
ومن سيأخذنا إلى
الحديقة ..؟
ومن سيجلب لنا
ملابس العيد ..؟
ومن سيقوم بتلبيسنا
الأحذية عند الخروج إلى الرحلة الجبلية ..؟
ومن سيقوم بحملنا
إلى الفراش عند مشاهدتنا التلفاز في المساء ..؟
ومن سيلاعبنا بجانب
البركة التي بقرب الشجرة الكبيرة ..؟
ومن سيقوم بمعاقبتنا
عند قطف عناقيد العنب التي لم تنضج بعد ..؟
ومن سيقوم بإعداد
الطعام عندما تمرض أمنا ..؟
ومن سيقوم بملاطفتنا
عندما تهيل علينا أمنا وابلاً من العقاب..؟
ومن سيذهب بجلب
اللبن من عند جدتنا في آخر القرية ..؟
ومن سيقوم بمرافقتنا
للذهاب إلى منتزه الملاهي ..؟
ومن سيقوم بمساعدتنا
في مذاكرة الدروس ..؟
ومن سيقلنا عند
عماتنا العزيزات ..؟
ومن سيقوم بالدفاع
عنا عندما نغضب أبناء الحي ..؟
ومن سيقلنا إلى
المشفى عندما تمرض إحدانا ..؟
وعدتنا بأنك ستشتري
لنا الدراجة ذات الأربع عجلات ..ولم تفي بوعدك إلى الآن ... وها أنت تسترخي ملء جفونك
دون حراك... أبتاه ... كيف بمقدورنا
الخلود الليلة وأنت بهذا الحال ..؟
اتصال مفاجئ أثناء أداء
المراسم (تقرير الكشف للمذكور أعلاه خاطئ) !!!
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)